رواية وصمه ۏجع بقلم سهام العدل (كاملة)
الخدمة والعمال وهو يبتسم فرحا بما حققا الإثنان من نجاح كبير.
تعجب وهو يراها تقترب منه تلك الجميلة صاحبة خدود التفاح الذي تزوره في مخيلته بين الحين والآخر ورغم إعجابه بها ولكن مرتبطة دائما صورتها وذكراها بذلك الموقف المحرج الذي تعرض له عندما تقدم للزواج منها.. ولكنه اليوم يراها منطفأة أكثر مما رآها آخر مرة منذ أكثر من شهرين ونصف وجهها شاحب وعينيها ذابلتين وتحيطهما الهالات.
رد الإثنان وعليكم السلام
ابتسم آسر وقال منورانا ياآنسة سدرة
سألته بهدوء هو أنت صاحب المكان
أجابها بإبتسامة وهو ينظر لصديقه الذي يقف بجانبه أيوة أنا وعلى صاحبى
قال على بإحترام تشرفنا ياآنسةشكلكم تعرفوا بعض عن إذنكم انا
هز له آسر رأسه بالموافقة ثم فاجأته بقولها الذي تلي مغادرة على أنت لسه عايز تتجوزني
أشارت له اتفضل
جلس وجلست
هي الأخرى تضع ساقا فوق ساق ترمقه بنظراتها الصلبة وجدته يتلفت حوله يتأمل المكان بإعجاب ثم قال روعة بصراحة.. أبهرتيني بذوقك
رد عليه ببرود ممكن أعرف سبب زيارتك يايوسف
نظر لها بإبتسامة وقال مش هكدب عليكي واقول حجج أنا بصراحة جاي مخصوص عشان اشوفك
هز رأسه بإخفاق وقال أنتي عندك حق في موقفك وفي كل اللي تعمليه وتقوليه وأنا الحمد لله توبت لربنا توبة نصوحة عن كل ذنب او كبيرة ارتكبتها وأتمني يقبل توبتي ومش بقولك كده عشان حاجة والله أنا بس رايح اعمل عمرة وجيت اشوفك قبل ماأسافر والأعمار بيد الله يمكن مرجعش
ابتسم بحزن وقال لها عايزك تسامحيني يايمني مش طالب منك غير كده بس ومش بجبرك على أي حاجة
أخفقت بصرها ولم ترد عليه ذلك الچرح الذي صنعه مازال ېنزف لم يطب بعد.. كيف تسامحه وبداخلها ذلك الۏجع منه.
نظر لها وعندما لم يجد الرد.. نهض وقال أخيرا لو جرالي حاجة خلي بالك من ماما يايمني.. أنتي عارفة هي بتحبك اد إيه
الټفت ليغادر المكان فرفعت بصرها تودعه ثم استوقفته قائلة تروح وترجع بالسلامة يا يوسف
ابتسم وكأن روحه قد ردت إليه فالټفت وابتسامته مازالت تزين وجهه الذي أشرق بقربه من الله وقال الله يسلمك من كل شړ ... ثم الټفت وغادر.
استيقظت اليوم في حالة صحية غير جيدة مر أكثر من شهرين ونصف على تلك الجراحة اللعېنة التي انتزعت منها سبب الحياة لها وعلى الرغم من ذلك تشعر پألم شديد ومغص ېمزق تلك المنطقة.
نهضت واغتسلت وجهزت مشروب ساخن تتناوله لعله يهدئ ذلك الألم ثم تمددت على سريرها الصغير في تلك المكان التي اعتبرته جنتها بعدما أشرفت ياسمين علي إعداده وفرشه بطريقة منسقة ومبهرة تشعر بسعادة عارمة عندما تعود كل مساء من عملها الذي كلفته بها ياسمين في محل الملابس وتجد مأوى يأويها ويحجبها عن البشر فقد عملت في ذلك المحل حيث الملابس النسائية والفساتين تكويها وتغلفها وتحيك بعض الأزرار وغيرها من هذا القبيل ولكن أكبر سعادة تشعر بها عندما تسمع بوق سيارة ياسر قادمة صباحا بالأولاد حيث تنتظر مغادرته وتخرج إليهم في الحديقة تلاعبهم وتلهو معهم.. هذه الدقائق معهم تشعرها أنها على قيد الحياة تلك الطفلان أصبحا مصدر حياة لها حتي أن هاتفها الذي اشترته بأول راتب من عملها تملؤه صورهم في أوضاع مختلفة لهما وهم يمرحون ويلعبون وأحيانا يأكلون عندما تدخل إليهم الفيلا بعد مغادرة مراد.
ولكن اليوم تأخرت السيارة وتأخر قدوم الاولاد شعرت بخيبة وحزن على ذلك فهي لا تريد أن تذهب إلى العمل قبل أن تراهم.
لم تمر سوي لحظات حتى سمعت رنين جرس المكان.. تغلبت على ألمها ونهضت