قصه مشوقه
بينه وبينها وكالعادة يكبت مشاعره من داخله ليظهر العكس في الظاهر
دلف حسين يشاركهم الرقص مع شروق واشتعلت الأجواء حتى انهم سحبوا سميرة وزهيرة أيضا التي كانت تتمايل بخفة لظروف مرض ظهرها وعظامها بعبائتها التركواز وكأنها عادت طفلة صغيرة وقد خففت الفرحة عنها المها وتعبها غافلة عن اعين أدهم المصري الذي ارتكزت أبصاره عليها بحسرة وندم انسته طعم الفرحة بزواج أبناءه الاثنان
اما نيرمين فكان بداخلها بركان يغلي من التجاهل وهي تشعر بقزمها وضالتها بينهم علاء الذي تمنته حتى المۏت وهو لم يعيرها ادنى اهتمام ها هو الان يرقص مع هذه الفتاة القصيرة بفرحة لم ترها على وجهه طوال سنوات معرفتها به حسين وهو يراقص شروق وعيناه تحاصرها ولا ترى غيرها وكأنها قطعة منه مشاعر جميلة حرمت منها وضاعت سنين عمرها بين شقاء في العمل وعلاقات خفية مع اشخاص استغلوها فيرحلوا بعد أن تنتفي حاجتهم منها ثم الزواج برجل بعمر اباها وقد ظنت ان الدنيا فتحت لها ابواب الهناء وها هو ايضا يبدوا انه قد مل منها حتى سعد الذي لطالما كرهته وکرهت علاقتها به
سعد والذي كان ممسكا بكوب العصير يتناول منه وكانه العلقم بحلقه مع مراقبته لهم ولفرحهم انتبه على ورود مكالمة منها تجاهلها في البداية ولكن مع رؤيته لرسالتها انتفض خارجا من المنزل وذهب اليها بسرعة
فتح بمفاتحه باب الشقة ليدلف داخلها بسرعة هاتفا عليها
خرجت اليه أمينة مهرولة من المرحاض
انا مهببتش حاجة ياعنيا سباكة الشقة بتاعتك هي اللي مصدية وقديمة
تسمر مكانه وهو ينظر إليها ولم يعي ماتقوله شعرها الحريري الأسود كان مبتلا وبشرتها النضرة دوما كانت ندية بشكل لافت
هي إيه بالظبط اللى مصدية عشان انا اټخضيت لما شوفت رسالتك
لوحت بيداها نحو المرحاض
انا بكلمك عن حنفية الحمام ياسعد دي باظت مني ومرداياش تتقفل بقالي ساعة عمالة احاول فيها وانشف بالمساحة عشان الشقة ماتغرقش
تقرب منها حتى اشتم رائحة الصابون في شعرها فسألها
واخدة حمام ولا عني ماكنت متزفتة حتى انت مالك مش تسمع الأول انا بكلمك في إيه
اظلمت عيناه وتبخرت رغبته بها في الهواء فقال مزرءا
على أساس إني مېت في جمالك يااختي دا انا بس كنت بجبر بخاطرك
قالت ضاحكة بسخرية
ههه كتر خيرك ياشيخ ياسعد خش ياخويا الحمام وشوف حنفيتك لا ټغرق الشقة وتقع على اصحابها هي مش ناقصة
جز على فكه غيظا منها قبل ان يتحرك نحو المرحاض فهتف ساخطا
ېخرب بيتك ياشيخة بهدلتي الدنيا ېخرب بيتك ياشيخة
لوت شفتيها ولم ترد على سبابه وشتائمه وراقبته وهو يشمر بنطاله ويخلع قميصه في الأعلى ليضعهم على كنبة صغيرة في صالة الشقة قبل ان يدلف للحمام ويقوم بأعمال التصليح
هاتفضلي واقفة كتير كدة مكانك وتعمليلي فيها هانم اخلصي يابت اعمليلي كوباية شاي
تحركت متاففة لتفعل ما أمرها به ولكنها توقفت فجأة على صوت هاتفه تناولته وقبل ان تهتف منادية عليه لتنبيهه استوقفها الأسم الغريب رددته بدهشة
ن م ايه ده هو عامل اختصارة للأسماء
دققت جيدا في الرقم الذي لم يكن غريبا عنها فتذكرت صاحبته على الفور فمصمصت شفتيها مستنكرة همت بتركه حتى لا تتسبب لنفسها بمشاكل معه ولكن مع انتهاء المكالمة صدر صوت رسالة قادمة في الهاتف بتطبيق الوتساب بنفس الرقم لم تقوى على حجب فضولها نحو رؤية الرسالة فقرأت عايزة اشوفك ضروري ياسعد انا عارفة انك مستغرب بس انا محتجالك قوي فاضي بكرة اجيلك الشقة
قضمت نعيمة على اطراف اظافرها بتوتر وهي تراقب نحو المرحاض وانشغال سعد في تصليح صنبور المياه فكتبت ترد باقتضاب
تعالي!
تبسمت بانتشاء وهي تمسح الرسائل وتعود بنظرها مرة أخرى تراقب قبل ان تذهب نحو المطبخ وتفعل ما امرها به
خطت لداخل المنزل خلف زوجها وحريق مازل لم يهدأ ولم ينطفئ بعد بل ازداد اشتعالا وهي تراقب تجهم زوجها وشروده معها طوال عودتهم بالسيارة وتجاهله لإحاديثها المتقطعة معه حتى افقدها حماسها وفرحتها المصطنعة امامه بزواج ابناءه لكسب وده ولكن طفح الكيل ولم تعد بها قدرة على الصمت رمت حقيبتها على اقرب مقعد وجدته امامها تهتف عليه متخصرة قبل ان يصل الى الممر المؤدي لغرفته
هو في إيه بالظبط انا عايز افهم
استدار على صيحتها مجفلا يسألها عاقدا حاجبيه
تفهمي إيه يانيرمين وليه الزعيق ده أساسا
اقتربت منه تردف بحدة
ما انا بسألك ياحبيبي عشان شايفاك مش معايا ولا حاسس بيا خالص وانا معاك
زفر يرد عليها بسأم
شكلك كدة فاضية ولا زهقانة وعايزة تتسلى بكلام فارغ وانا ماعنديش وقت ليكي وعايز انام
قالها وهم ان