قصه مشوقه
من الله في هذه الأوقات العسيرة هي مجرد لحظات او اوقات تفصلك عن المعرفة ولكن مع شدتها ومرارتها تمر عليك وكأنها دهرا كاملا من العمر
جالسا محله على إحدى المقاعد المخصصة للزوار في المشفى من وقت أن سمع الخبر وأتى الى هنا بخطوات مسرعة بجوار غرفة العمليات منتظرا وهو على وضعه هذا منكمش على نفسه بالمقعد الذي يبدوا وكأنه التصق به فلم تقوى اقدامه على حمل يبتلع في ريقه الذي جف من الخۏف وهو يردد بلسانه الأيات والأدعية علها تساعده على الثبات وفك الكرب شعر بكف العم شاكر وهي تطبق على كتفه بمؤازرة فالقى نحوه نظرة خاوية قبل ان ينقلها سريعا نحو محبوبته الجالسة أمامه بصف اخر للمقاعد بقلب ملتاع وحزين تؤازر هي الأخرى شقيقتها التي لم تجف دماعاتها بعد من وقت ان استفاقت من غشيتها وتحاملت على نفسها كي تأتي معهم إلى هنا نقلت فجر انظارها نحوه والتقت عيناها بعينيه فالمتها هذه النظرة الضائعة منه لها ودت من قلبها لو استطاعت معانقته للتخفيف عنه في هذا الحدث الجلل وطمأنته أن كل هذا سيمر وسيصبح كل شئ بخير
صدحت بصوت عالي بعض الشئ و مرتعش رغم خشونته من قلب للممر انتقلت نظرات الجمبع على صاحب الصوت والذي كان أدهم المصري يتقدم نحوهم بخطوات مثقلة و بملامح جزعة وكأنه ازداد في العمر سنوات أخرى يسير بجواره سعد! وهو يدعي مراعاة الرجل من السقوط !
نهض شاكر عن مقعده يتلقف صهره من يده ليجلسه ويطمأنه
إطمن ياحج أدهم ان شاء الله خير
رد أدهم برجاء وهو يستسلم لسحب شاكر نحو الجلوس على اقرب المقاعد امامه
ابني ماله ياشاكر ابوس إيدك تقولي الحقيقة
ياسيدي طمن قلبك هو بس دلوقتي في اؤضة العمليات والدكاترة ان شاء الله يلحقوه
نظر اليه أدهم بأعين ملتمعة وكأنه يلتمس منه الصدق قبل ان يتجه نحو ابنه الجالس بالقرب منه يخاطبه بتوسل
أخوك هايبقى كويس ياعلاء صح حسين جدع ومش هايرضى انه يزعلني ولا يتعب قلبي بالقلق عليه
اومأ له علاء برأسه صامتا لايقدر على النطق ولو بكلمة
قبل ان يرفع عيناه نحو سعد الذي ربت بكفه على كتفه بمؤازرة أومأ له برأسه وعاد ليطرق برأسه للأسفل وعاد لانكماشه تنهد سعد بصوت عالي يدعي الأسى وهو يجلس بجواره هو الاخر صامتا يواكب الحدث وجدها أمامه جالسة بجوار شقيقتها تبكي بحړقة وجهها الجميل البيضاوي مرقط بالإحمرار من أثر البكاء تنهد بداخله وهو يتسأئل عن فرصته معها الان وقد أوشك غريمه على الإنتهاء لقد رأى بنفسه حطام السيارة التي دهسها بالسيارة ذات الحمولة الثقيلة مشهدها ينبئ باستحالة نجاة من بداخلها إنه حتى لا يدري كيف تمكن من التصرف بهذه السرعة انه لم يوقفهم وحسب لقد قضى عليهم جميعا وضړب ٣ عصافير بحجر واحد
استفاق من نشوته وهو يتذكر كلمات علاء الذي هاتفه باستغاذة لكي يخبر والده بخبر حاډث شقيقه مع الملعۏن حودة لعدم قدرته هو على الكلام ومواجهة صدمة أبيه ولكنه لم يذكرها! هل خجل ام تناسى ذكرها أمامه ابتلع ريقه بتوتر وقد اكتنفه شعور بعدم
الراحة نهض فجأة معتذرا من جوارهم وذهب فورا نحو استعلامات المشفى وقف امام الفتاة المنشغلة بالرد في الهاتف يطرق بقبضته على الخشب المثقول لتبيهها
لو سمحتي ياأنسة
أشارت له بيدها لينتظر ولكنه ازداد طرقه بعصبية
لو سمحتي بقى أفضيلي
نعم ياحضرت عايز إيه
عايز اعرف عدد المصابين في حاډثة حسين أدهم المصري
نفخت الفتاة بنزق وهي تتناول الدفتر أمامها تبحث ثم مالبثت ان ترفع رأسها قائلة
هما اتنين بس اللي دخلوا المستشفى من الحاډثة دي واحد مټوفي والتاني دخل العمليات فورا بأمر الدكتور عصام اللي شافه اول واحد
ردد بدهشة
الدكتور عصام!! طب والبت
سألته بحدة
بت مين
قال وهو يشدد على أحرف كلماته
انتي متأكدة من كلامك ده
زفرت حانقة
حضرتك دا اللي مقيد عندي في الدفتر وانا ماعنديش رد تاني
قالتها واستدارت برأسها تنهي الجدال معه و تكمل مكالمتها في الهاتف شتم بداخله صلف الفتاة معه وتجاهلها له قبل أن يتحرك مبتعدا وعقله يكاد ان ينفجر من التفكير متسائلا
يعني هاتكون غارت فين بس بت ال دي اتخطفت يعني ولا داستها عربية تانية غيرها
زفر حانقا وهو يتحرك ذاهبا للإنتظار معهم خارج غرفة العمليات ونية العزم بداخله في ازدياد لقد سار في طريقه ومهما كانت العوقب والصعوبات سيتخطاها كما وسيصل الى وجهته مهما كانت النتائج
وبعد ساعات طويلة خارج غرفة العمليات حينما خرج اليهم عصام ومعه بعض الأطباء تسارعت نحوهم الخطوات حتى علاء انتفض اخيرا من جلسته يسأل بلهفة
إيه الأخبار ياعصام طمني
ربت عصام على ذراعه يتكلم بإرهاق
خير ياعلاء ان شاء الله خير
يعني حسين حالته إيه دلوقت
خرجت من عدة افواه