قصه كامله مشوقه
جنه به و صداقه عبد الرحمن أخذت نفس عميق و هى تنتبه لما تقوله جنه
ده معيد عندنا فى الكليه ... وكمان أخو واحده صاحبتى
ظل عرفان صامت ينظر إليها ثم قال و عيونه تلمع بالدموع
كبرتى يا جنه خلاص و هتتجوزى ... هتخرجى من حضڼ بابا خلاص
اقتربت منه و چثت على ركبتيها أمامه و هى تقول
حضنك ده بيتى و أمانى يا بابا .. أنت بابا إللى معرفش بابا غيره و لو أنت مش موافق فأنا كمان مش هوافق
عرفيه أنى هنتظره يوم الجمعه بعد صلاه العشا
ثم نظر إلى عذراء و قال
و لا أم العروسه ليها رأى تانى
لتقترب عذراء و على وجهها إبتسامة سعاده و ضمت جنه إلى صدرها بحنان و هى تقول
هو فى كلام بعد كلامك يا أبو العروسه
رغم سعادته النابعه من سعاده صغيرته إلا أنه يشعر أن قلبه ېحترق من الغيره ... سوف ېقتل ذلك العريس بدم بارد و سوف يشعر بالراحه
وقف عند الباب ينظر إليها و قال بهدوء
هو انت فعلا موافقه على العريس ده
هزت رأسها بنعم و قالت بخجل
بس القرار قرار بابا و قرارك
مش محتاجه إننا نعرف عيله بابا و ماما .
لأ طبعا أنا مليش أب غير بابا عرفان ... و مليش عيله غيره
قالتها سريعا دون لحظه تفكير ليبتسم عبد الرحمن وقال دون أن ينتبه أن عرفان كان يقف عند باب المطبخ يستمع إلى حديثهم
أنا كنت عارف و متأكد من رأيك ده ... حبيت بس أسألك علشان لو كان نفسك أن عريس الغفله ده يعرف عليتنا إللى أحنى منعرفهاش
زى ما قولت عيلتى هى بابا عرفان و ماما و أنت ... كمان أحنى نفسنا مش عايزين نعرفهم نعرفهم على عريس الغفله ليه
ضحك الأثنان بصوت عالى و ضم عبد الرحمن أخته بحنان فرغم أنه الأصغر إلا أنه الأطول و الأضخم ... اقترب عرفان منهم بعد أن أخذ نفس عميق براحه و قال بأبتسامه
أحضان و حب من غير بابا ينفع كده
مرت الأيام كانت عذراء تقوم بتجهيز البيت لأستقبال العريس الذى سأل عنه عرفان جيدا وعلم عنه كل شئ و أطمئن أنه شخص يستحق صغيرته حقا ... و مع ذلك ظل على موقفه سوف ېقتله لا أحد يأخذ صغيرته منه
نادى جنه يا أم جنه
لتهز رأسها بنعم و هى تقف لتغادر الغرفه و بعد عدة ثوان عادت و معها جنه التى رحبت بها والدة أحمد بشده و كذلك والده ... الذى قال بمرح
زوقك حلو يا واد
ليضحك الجميع خاصه حين قالت إيمان أخت أحمد الصغرا
فعلا زوقه حلو جدا ... لدرجه توجع القلب .. أنا كده هتعقد
ليضحك الجميع بمرح و جلست جنه بجانب رقيه والدة أحمد بعد طلبها هى ذلك
أجلى أحمد صوته و قال بجديه رغم تلك الإبتسامه التى ترتسم على وجهه
عمى أنا يسعدنى و يشرفنى أطلب أيد الآنسه جنه بنت حضرتك ... و عايز أقول لحضرتك أنى عارف كويس هى عند حضرتك أيه ... و غاليه عندك قد أيه ... و مش هقول أن ده الطبيعى بس هقول أنى فاهم ومقدر موقف حضرتك ... و بجد هحاول أتفهم أحساسك كأب
صمت لثوان و كان الجميع ينظر إليه و على وجوههم إبتسامة سعاده بكلمات ذلك الشاب الرائع ليكمل أحمد حديثه
جنه بالنسبه ليا نعمه كبيره و حبى الكبير ... أوعدك أنى أحترمها .. و أحافظ عليها .. ولو فى يوم و ده مستحيل كرهتها هيكون تسريح بأحسان
ظهرت نظرات الحب فى عيون جنه ... و سعاده و أطمئنان فى عيون عذراء .. وإحترام فى عيون عبد الرحمن ... و ظل عرفان صامت ينظر إليه ثم أخذ نفس عميق و قال
شوف أنا أحترمتك .. و مصدقك ... بس مش هعرف أوعدك أنى هحبك ... أنت عايز تاخد منى روحى
صمت لثوان ثم قال
رغم كده أنا موافق .. هنقرأ الفاتحه دلوقتى .. و الشبكه بعد أسبوعين ... وكتب الكتاب قبل الفرح بيوم ... و مفيش مقابلات بره .. و لا خروج ... هتيجى يوم الجمعه بس تقعد معانا شويه و بس
لينفجر الجميع ضاحكا بعد أن أنهى عرفان كلماته ليقف أحمد و أقترب من مكان جلوس عرفان و مد يده و هو يقول
نقرأ الفاتحه
ليقف عرفان و وضع يده بيد أحمد و قال
نقرأ الفاتحه
رفع الجميع أيديهم ... و قرأوا جميعا الفاتحه ... ليقف والد أحمد وقال
أوامرك أيه بقا يا أبو العروسه
نظر عرفان إلى جنه و قال بقلب أب حقيقى يرى ابنته أغلى ما فى الحياه
بنتى عندى أغلى من الدنيا و اللى فيها ... و أنا مليش طلبات .. الأصول هتتعمل ... و إللى أحمد مش هيقدر عليه هيكون هديه منى لجنه
لتقف جنه و ركضت إليه لتضمه بقوه و تخبئ نفسها داخل صدره الذى طالما حماها و سقاها من حنانه و عطفه و مازال
ربنا يباركلي فيك يا بابا ... و متحرمش منك أبدا
ثم أنحنت تقبل يديه بحب و إحترام ... حركه تعودت عليها منذ كانت صغيره ټخطف قلبه و روحه
أقترب عبد الرحمن من أحمد و قال بصوت واضح يسمعه الجميع .
حماتك هو بابا مش ماما أبدا أستعد يا حلو أيامك الجايه كلها فل
ليضحك الجميع من جديد بسعاده ... إنتهى اللقاء و دلف كل من جنه و عبد الرحمن إلى غرفهم ... أقتربت عذراء من عرفان الذى كان يجلس على تلك الأريكة الكبيرة التي تحتل حائط كامل من غرفة نومهم و چثت على ركبتيها أمامه فهى كانت تراقبه منذ دلف إلى الغرفه بعد رحيل أحمد و أسرته
أنا ربنا بيحبنى اوووى ... و بيحب ولادنا اوووى علشان رزقهم بأب زيك ... أنت أكبر نعمه فى حياتنا يا عرفان
ليضع يديه حول كتفيها حتى يوقفها ثم أجلسها بجانبه و هو يقول بصدق
وأنتوا أحلى هديه من ربنا ليا ... بس
صمت لثوان لتربت على ساقه و هى تقول
بس أيه يا عرفان
نظر إليها و هو يقول بحزن شديد
جنتى هتسيب بيتى و تروح بيت تانى تنوره و جنه اللى سمعت منها أول كلمة بابا .. إللى قلبى أتخطف من أول لحظه شوفت فيها برائة عيونها
قبل أن تقول أى شئ سمعوا طرقات على الباب ثم دخول جنه و هى تقول
ممكن أتكلم معاكم شويه
أشار لها عرفان بالأقتراب ... أقتربت منه و جلست بينه هو و أمها و أمسكت يديهم معا وقبلتها بأحترام وهى تقول
أنا أسعد بنت فى الدنيا ... لما ربنا يرزقنى بابا حضنه هو الدنيا و إللى فيها و أم مفيش فى حنيتها و حنانها يبقى أنا محظوظه و ربنا بيحبنى
صمتت لثوان ثم نظرت إلى عرفان و قالت
أول يوم فى المدرسه البنت إللى اتصحابت عليها سألتنى بابكى أسمه أيه قولتلها عرفان و بعد شويه دخلت المس و نادت على أسمى و لما قالت جنه سالم موقفتش و مردتش و لما المس ندهت على كل الولاد و مفضلش غيرى جت سألتني أنت أسمك أيه قولتلها جنه قالتى طيب مردتيش ليه لما ندهت عليكى قولتلها بكل البرائه إللى فى الدنيا بابا مسموش سالم بابا أسمه عرفان
أخذت نفس عميق ثم قالت
وقتها كنت حاسه بالتوهه و أنى مش فاهمه حاجه بس حضنك و كلامك و حبك الكبير ليا خلانى أنسى أى حاجه و لا أفكر مين سالم و إزاى أسمه هو إللى ورا أسمى
أنحنت مره ثانيه تقبل يديه و هى تقول بصدق
أنت بابا و أحلى بابا .. و عمرى ما أبعد عنك فى يوم و أحمد عارف ده كويس و فاهمه .. أنا هفضل جنتك أنت بس
ليضمها عرفان بقوه وعيونه تتجمع بها الدموع كما عذراء التى لم تستطع حپسها داخل عيونها
مرت ثلاث سنوات و ها هم جميعا يقفون خارج غرفة العمليات ينتظرون خروج جنه و طفلتها كان عرفان لا يستطيع الجلوس فقلبه معلق بذلك الباب الذى يقفل على صغيرته أقترب منه أحمد الذى كان يشاركه نفس الخۏف و القلق لكنه حب يهون عليه و لو قليلا .. فوضع يديه على كتفه و قال
إللى جايه دى بنتى أنا ... هتشوفها بالحجز و وقت ما أنا أقرر
نظر عرفان إليه و من بين دموعه التى أغرقت وجنته قال
حقك ... وربنا ما يوجع قلبك يوم ما تفارق بيتك لبيت جوزها زى ما قلبى وجعنى ولسه بيوجعنى
ليضمه أحمد بقوه وهو يقول بأسف
أنا آسف يا عمو و الله ما كنت أقصد ... ده أنت هتبقى أحلى جدو
فى تلك اللحظه خرجت الممرضه و بين يديها الطفله الصغيره و هى تقول
مبروك ما جالكم
ليقول أحمد سريعا و بصوت عالى
هاتيها لحضن جدو
ليبتسم عرفان و هو يضم الصغيره بشوق و تذكر حين أحتضن عبد الرحمن فى لحظه مشابهه و أيضا حين ضم جنه إلى حضنه لأول مره لتقترب عذراء تمسك بذراعه و تقبل رأس الصغيره و هى تبتسم بسعاده رغم الدموع التى ټغرق وجهها لينظر عرفان إلى أحمد و قال
خد بنتك إذن فى ودنها ... وقولنا هتسميها أيه
ليقترب أحمد وهو يقول حضرتك إللى هتأذن فى ودنها وحضرتك كمان إللى هتسميها
شعر عرفان بسعاده كبيره