الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية بين الحقيقة والسراب بقلم فاطيما يوسف

انت في الصفحة 26 من 67 صفحات

موقع أيام نيوز


ويسارا مرددة بإجابة
fine thanks 
واسترسلت حديثها بتساؤل
من ساعه ما اتقابلنا المرة إللي فاتت وانت مجتش علشان نتفق على شغلنا مع بعض 
أجابها بإبانة 
والله كان عندي كذا ميعاد هنا قلت أخلصهم وأنا موجود 
واسترسل حديثه يبادر بعزيمتها علي الغداء
ايه رأيك تحبي نتغدي مع بعض
بكرة ولا مشغولة 

كانت تتراقص فرحا بداخلها لأجل عزيمته والتي كانت ستبادر بها قبله إلا أنه فاجأها بها وهتفت بموافقة
شرف ليا طبعا يامالك بس سبني أختار أنا المكان إذا مكانش يضايقك يعني .
فرك في عينيه بإرهاق من تعب اليوم وأجابها بصدر رحب 
معنديش مانع طبعا يابرنسيس جوليا .
قال كلماته الأخيرة بنبرة إطرائية جعلتها تبتسم علي ذاك الوسيم الراقي في تعامله 
والتي لاحظت رقيه منذ المرة الأولى
لمقابلتهم معا .
تمددت علي كرسيها باسترخاء أكثر وتابعت حديثها
الذي ألفه قلبها كثيرا وأنهته بامتنان
بجد إنت لطيف جدا يامالك وراقي في معاملتك 
واسترسلت حديثها بتأكيد 
هبعتلك اللوكيشن للمكان وهستناك بكرة بإذن الله.
Good night Malek
انتهي الحديث بينهم فحقا كانت جوليا مستمتعه جدا بالحديث معه .
انقضت تلك الليلة الأليمة علي الجميع حيث باتت ريم ليلها دون أن تنام بسلام 
وباتت
راندا ليلة ميلاد جرحها بدموع وآلام 
وبات مالك ليلته وهو يفكر في حياته وعن ماينتظره بصبر واستسلام 
أما عن رحيم فقد أخذ مريم معه الي منزله بعد أن حاډث والده أن معه ضيفا سيأتي إلي منزلهم فليستعدوا للقائة 
وصل رحيم أخيرا إلي المنزل ومريم تمشي بجانبه خجلا من الموقف ولكن ماذا عساها أن تفعل 
هي تاركة حالها بيد القدر وليفعل مايفعل بها من تخبطات فرب الكون الذي
خلقها لن ينساها 
فدائما تردد قول الله تعالى لقد خلقنا الإنسان في كبد لكي تشعر نفسها دائما انها في امان في وجود خالقها دائما وابدا 
صعدوا درجات السلم المعدودة وهو يحسها بأعينه على الصعود بأمان فنظرة عينه كفيلة ان تهدئ قلبها من الخجل 
ضغط على زر الجرس قبل ان يضع المفتاح في الباب لكي ينبههم ان يستعدوا لقدومه وضيفه 
دخل واشار بيده إليها ان تتقدمه دخلت وهي تومي بعينيها ارضا وهي تلقي السلام خجلا 
اجابوا سلامها بكل ابتسامه يتبعها استغراب 
بعد ساعه تقريبا من حديثهم مع بعض الذي قصه عليهم رحيم منذ بدايه المشكله الخاصه بمريم الى نهايتها فتحدث ذلك الخلوق جميل 
شوف يا ابني احنا مش هنتكلم في اي حاجه دلوقتي علشان هي باين عليها الارهاق والتعب الشديد وباين كمان ان مشكلتها كبيره جدا لكن بأمر الله يا بنتي ربنا هيقف جنبك وما تقلقيش وطالما جيتي بيت جميل واحتميتي فيه من شړ الدنيا هيكون ليكي حصن امين علشان البيت ده ما تعودش يرد السائل ابدا وانت قصدتيه في أمانك وهو مش هيردك أبدا 
ثم وجه كلامه الى رحيم قائلا له 
علشان تبقى على راحتها يا ابني وديها المضيفه اللي انا عاملها لاخواتك البنات لما يجوا هما وأجوازهم عشان يبقوا على راحتهم
واسترسل حديثه وهو ينظر الى مريم بحنو 
تعرفي ان الفرق ما بين اسم بنتي واسمك حرف الميم بس يعني لو كان عندي بنت تالته كنت هسميها على اسمك يا قمر انتي 
عايزك تعتبري البيت بيتك وعايزك تروحي تنامي وتقضي ليلتك الآمنه في هدوء علشان خاطر نفكر هنحل مشكلتك دي
ازاي وما تقلقيش رب الخير لا ياتي الا بالخير .
.11
أتى الصباح محملا بالأثقال والهموم على ابطالنا الذين دهستهم هموم الحياه وضغطت بكل قوتها على قلوبهم البريئه وجعلتها دامية 
في منزل جميل المالكي ظهرا بعد ان استيقظ الجميع وكان اليوم عطلة رسمية 
يجلسون جميعا على طاولة الطعام يترأس الطاولة جميل وبجانبه فريدة زوجته وفي خط المقابل رحيم وتجاوره تلك التي طحنتها الحياة غدرا 
حيث ردد جميل الى مريم بابتسامة بانت على ثغره آمرا اياها بلطف 
شوفي يا مريم يا بنتي دلوقتي تفطري معانا وتعتبري البيت بيتك مش عايز منك توتري نفسك علشان احنا داخلين على مرحلة صعبة في مشكلتك المعقدة دي مع الناس اللي لا تعرف دين ولا رب دول .
كانت
تلك المريم في عالم آخر عالم الأسره العائلة التي حرمت منها منذ أن وعت حالها كائنة تعيش في عالم مختلف عن طبيعة طفولتها والتي كان من حقها ان تعيشها ولكن إرادة الله فقط لا غير 
كانت تنظر اليهم بعين الاشتهاء لعالم حرمت أن تعيشه طيلة حياتها 
تود أن لا تتركهم بعد ان عاشت ليلة آمنه لن تعيشها من قبل رغم روع روحها جراء ماأصابها ليلة أمس 
وما ان وجه جميل الحديث اليها بكلماته الحنون التي عبرت قلبها حتى اجابته بابتسامة هادئه كعادتها تنم عن مدى شكرها وتابعت ابتسامتها بكلمات خرجت
خجلا من فمها بصعوبة 
والله يا اونكل انا عمري ما شفت ولا هشوف ناس زيكم وفي كرم أخلاقكم ربنا يجعله في ميزان حسناتكم يارب.
أما عن فريدة فكانت مت الوضع بثقل علي قلبها فهي من نظرة واحدة من عيونها لولدها أدركت مدي وقوعه في عشق
تلك المريم وذلك جعلها
تشتعل بداخلها وباتت تحدث حالها علي طاولة الطعام وهي تتنقل بنظراتها بينهم 
ياتري ايه حكايتك يارحيم مع البنت دي 
النظرات مش مطمنة لها ولا مرتاحة لها ويارب مايطلع إللي في بالي صح علشان لو طلع زي مانا متخيلة كدة هتقلب غم علي راس الكل 
فاقت من تيهتها علي صوت تلك اليتيمة وهي تمدح في صنع يديها هاتفه لها بشكر 
بجد تسلم ايدك يا طنط الأكل تحفة جدا 
وتابعت حديثها ولمعة الدموع بدت من عينيها مرددة بحنين 
تقريبا ما أكلتش
الأكل ده من زمان من ايام ما كان عندي ست سنين ايام ما كان عندي بابا وماما الله يرحمهم .
انقطع قلب الآخرين على تلك المسكينة من ذكرياتها الأليمة التي فطرت قلوبهم مما جعل تلك الفريدة قلبها
يرق لها ويئن ۏجعا 
فتحدثت فريدة معقبة على حزن تلك المقهورة بتهوين
على حالها وهي تناولها الشطيرة بحنو 
طيب خدي قطعة الكرواسون دي الأول ودوقيها وقولي لي ايه رايك فيها وبعدين عيطي براحتك ما انا خلصت من ريم بنتي وعياطها علشان خاطر افوق لعياطك إنتي كمان يا ست مريم .
قالت كلماتها بنبرة فكاهية لكي تري الابتسامة على وجه تلك التي اثرت في قلبها بسبب حديثها الأخير الذي آلمها كثيرا
وعلى فكاهيتها تحدث رحيم الى التي كل يوم بل كل لحظة تسكن كيانه اكثر من ذي قبل معقبا بنبره إطرائية
شوفي بقى ماما في المعجنات تاخد الاوسكار ولا اجدعها شيف معجنات يقدر يعمل بنفس طعامه ايد ماما .
انفرجت اساريرها من تفاخر وحيدها واطرائه على طعامها
ثم تدخل جميل في الحديث قائلا لها بود
شوفي يا مريم يا بنتي من النهاردة تعتبري البيت ده بيتك وان شاء الله
لما مشكلتك تتحل مش هنسيبك علشان إنتي دخلت قلبي .
شكرته بامتنان بان على معالم وجهها ثم ابتلعت أنفاسها بصعوبة بالغة عقب ذكره لمشكلتها مرددة بعيون كلها رجاء 
هو حقيقي ممكن مشكلتي دي تتحل يا اونكل ولا انا كده خلاص خسړت كل حاجه كليتي ومستقبلي ومصيري هتبقى الأحداث لو عرفوا طريقي واللي اكيد هيعرفوه لما اروح الجامعه 
حزن رحيم لأجلها كثيرا وحدث حاله بكلمات توجعه عليها
لما كل ذاك الحزن تجمع في حضرتك متيمتي التي سلبتي عقلي وأصبح يفكر بكي كل وقت وحين 
قلبي وعقلي وروحي بل وكلي بات متعلقا بكي وكأنكي أصبحتي منه وبات موجوعا لوجعك 
وقلبي دقاته تدق أبوابك تارة عشقا وتارة ألما وتارة شوقا لرؤيا بسمتك 
وأجابها بكلمات بثت الطمأنينة داخلها قائلا بابتسامة أمل 
متقلقيش يامريم مش هتروحي الجامعة إلا لما نشوف حل لمشكلتك دي ولا هتخرجي من هنا من أساسه غير وإنتي في أمان بإذن الله.
أما جميل تحدث ناطقا بإيضاح
شوفي يابنتي أولا خلي عندك ثقة في ربك إللي سترك السنين دي كلها إنه مبينساش حد وهيسترك عمرك الجاي طالما فضلتي متمسكة بإيمانك بيه 
واسترسل بعيناي تفيض حنانا باقتراح لكي يجعل بالها يهدأ 
وثانيا بقي ياستي أنا عندي مهندس كمبيوتر عبقري في البنك هعزمه هنا علي فنجانين قهوة وهنعرض عليه مشكلتك من البداية وأنا عندي ثقة فيه بعد ربنا سبحانه وتعالى هيقدر يوصل لحل يرضينا كلنا وربنا إن شاء الله هيسخر لك جنوده إللي هتحفظك
وترعاكي .
واستطرد وهو يقوم من علي طاولة الطعام بدعابة
أنا شبعت الحمدلله وعايز أشرب قهوتي من إيدك 
قولي لي بقي بتعرفي تعملي قهوة ولا فاشلة في المطبخ 
ابتسمت بإشراقة علي دعابته وقامت من مكانها وهتفت باستئذان من فريدة وهي تنظر لها وتشمر عن ساعديها باستعداد
طبعا ده أنا أصلا أحلي حاجة بعملها القهوة 
بعد إذنك ياطنط أقتحم مطبخك وأعمل لعمو جميل فنجان قهوة 
أشارت إليها فريدة قابلة بدعابة مماثلة لجميل
اتفضلي ياحبيبتي هتريحني والله من طلبات القهوة والشاي إللي مش بتخلص الساحة ليكي وورينا شطارتك 
هرولت مريم بنشاط كي تصنع قدح القهوة لجميل والشاي لها و لرحيم وفريدة بعد أن سألتهم عن مشروبهم المفضل بعد الطعام 
نظرت علي أثرها فريدة وهي تتنهد بتعب من صراعها الداخلي لتلك المريم 
فهي في
صراع بين قلبها وعقلها في معضلة تلك الفتاة التي اقټحمت حياة ولدها
ومن ثم حياتهم 
ويبدو لها
أنها ستعاني كثيرا من ذاك الصراع فالعقل يرفض وجودها بينهم والقلب يأمره أن يصمت 
وبين صراع العقل والقلب أرواحا تنهك مشقة وكبد ليس لهم نهاية 
بعد مرور عشرة دقائق خرجت إليهم بآنية المشروبات ووضعتها أمامهم وأعطت كل منهم كوبه وعلي الفور تذوقوه وحقا كانت بارعة في صنعهم 
واستاذنت منهم أن تخرج إلي حديقة المنزل تتنفس هواها الذي يشعرها بأنها دون أوامر أو قيود 
فأذنوا لها بكلمات أشعرتها أنها صاحبة منزل مثلهم ولها مطلق الحرية تفعل كما تشاء 
خرج معها رحيم معللا بنفس حجة مريم ولكنه بداخله يريد التحدث معها بمفردهم فهي صارت تشغل حيزا كبيرا من تفكيره بل أصبحت كل تفكيره 
خرج الثنائي الهادئ متخذين المقاعد الموجودة مجلسا لهم
وبعد أن استقروا ردد
رحيم متسائلا بوجه بشوش
عرفتي تنامي امبارح ولا قلقتي زي كل يوم 
تنهدت بتعب وصدر محمل بالهموم عما يجيش في كل حواسها من هواجس وخوف جراء ماحدث
لها وهتفت بحمد 
جدااااااااااا الحمدلله بقالي كتييير منمتش بعمق كده 
واسترسلت حديثها بتذكر 
بس خاېفه وبحلم بيوم ضياعي اللي مستنيني أوووي يارحييم .
انقبض قلبه بالدقات لشعورين متضادان شعور الحب الذي أصابه عندما نطق لسانها اسمه كأعذوبة خرجت من بين شفتيها 
وشعورا آخر خوف وحزن علي أمانها التي افتقدته وهي زهرة بريعان شبابها تحزن كل ذاك الحزن 
شعورين في آن واحد بدقات واحدة لكن دقاتهما مختلفة كليا عن الأخري 
فنظر لها بأعين تفيض حنانا كي يطمأنها ويهدأ من روعها 
عايزك تطمني قلبك وبالك وتستجمي كدة علشان أنا مش هسيبك أبدا وهفضل جمبك يامريم .
دقات قلبها أعلنت الطبول علي حديثه الحنون وعيونها صارت تنظر له بتعجب وحيرة 
وأفلت لسانها

بسؤال نابع من قلبها دون أن تحسب له حسبان 
ممكن أعرف إنت بتعمل معايا كدة من باب الشفقة والعطف 
انتابه شعور حزن مغلف بالكبرياء
علي شخصها
وعلي تفكيرها بقلة لكونها في
 

25  26  27 

انت في الصفحة 26 من 67 صفحات